لا يخفى على أحد أن ما تعيشه المدينة على مستوى البيئة لا يبشر بخيربل بالعكس لا يزيدنا الا خوفا وكأن مسألة البيئة ليست أولوية في الظرف الراهن وأنا شخصيا لن أصوت لحزب أو لقائمة لا تعد صراحة بالانكباب العاجل على هذا الملف ولا تعد بطرحه في نقاشات المجلس التأسيسي فما الفائدة من دستور لا يحترم احدى الحريات الأساسية ألا وهي العيش في مناخ سليم وبيئة نظيفة
أعلمني السيد بدر الدين جمعة رئيس الجمعية التونسية للصحة والبيئة بأن روشة عمل يزمع عقدها يوم الأحد 18 سبتمبروهي بادرة يجب أن تتواصل لأن المسائل لا تحل الا بالحوار وبالنظر الى كل جوانب الاشكال وقد علمت أن عديد الأطراف قد وقعت دعوتها لورشة العمل هذه وأتصور أن الحوار سيكون بناءا بما أن بعض الأطراف المسؤولة عن التلوث ستكون حاضرة
ما تعانيه منزل بورقيبة من مشاكل لا يمكن تصنيفه الا في خانة الكارثة البيئية وأظن أن حاجتنا الى مواطن شغل جعلت نظام بن علي يغض الطرف على التجاوزات العديدة التي كانت تحصل فلا البلدية تدخات ولا وزارة البيئة تكلمت بل بالعكس فعديد المؤسسات كانت تشهر أمام الملأ حصولها على شهادة الجودة في التصرف في النفايات ولعلنا لا ننسى أن الفساد المالي الذي كان ينخر البلد لم يترك القطاع الصناعي في حال سبيله ما أدى الى الشك في مصداقية مثل هذه الشهائد والتي كانت تسلم فوق طاولات المطاعم الفخمة مقابل شراء ذمم القائمين بمبالغ تسلم تحت طاولات المطاعم نفسها
يكفي أن تقوم بجولة في قرعة روندو كما يحلو للبعض تسميتها لترى أن تونس التي طالما روج المخلوع صورتها الوردية واستغل الصورة عينها لكي يتمسح على أعتاب أروبا والغرب بصفة عامة تونسنا هذه ليست أحسن حال من الهند أو بنقلاديش أو حتى الصومال فالنفايات والفضلات تنتشر على مرمى ناظريك
اللافت للانتباه هو أن الأشخاص الذين كانو يلوثون ما زالوا الى يوم الناس هذا يلوثون بالطريقة نفسها مستغلين ربما الفراغ السياسي الذي تعاني منه تونس ليصبوا سمومهم في الأرض
نتمنى أن يجلس المتحاورون يوم الأحد ويضعوا نصب أعينهم مصلحة منزل بورقيبة أولا و أخيرا اليابان أو سويسرا أو انقلترا لا تفوقنا الا في العزيمة على التغيير والذي يريد غدا مشرقا تكون في المصانع مصدر اعمار وليس مصدر خراب عليه البدء الفوري في دراسة الحالة دراسة علمية والا فيا خيبة المسعى
شخصيا أتمنى النجاح لهذه الورشة وكلي أمل في أن يخرج المشاركون فيها بحل عملي يفيد منزل بورقيبة مع العلم أني أعي جيدا أن مشكلة منزل بورقيبة لن تحل بورشة عمل بل يلزمها ترسانة أعمال مجتمعة وشوف وشوف
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire