lundi 12 septembre 2011

في منزل بورقيبة الشعب يريد حملة نظافة من جديد

يمكن أن تقول ما شئت وأن تعتبر أن حملة النظافة التي جرت اليوم في منزل بورقيبة بذلك الحجم و بذلك الصدى من قبيل الدعاية أو من قبيل الاشهار أو لا ادري ما لك في جرابك من تعلات لتبرر غيابك ولكنني متأكد أنك تتمنى في داخلك لو كنت معنا اليوم

هذه الجملة قالها لي أحد الكهول المتواجدين اليوم في ساحة البياسة وهو بصدد التنظيف و أكد علي أن أوصلها بحذافرها وها أنني فعلت
لا أستطيع أن أجد الكلمات بسهولة لأنني اليوم واليوم بالذات على غير عادتي لن أكون محايدا وذلك لسببين اثنين أولهما أنني لطالما تمنيت أن تساهم شركات الجهة كلها في حملات من هذا النوع تستفيد منها المدينة وشركاتنا في منزل بورقيبة أغلبها لها مقرات اجتماعية في العاصمة وبالتالي حتى الأداء البلدي والضرائب على التلوث لا تدفع في منزل بورقيبة انما تدفع في تونس وهي بعينها قضية أخرى و ثاني الاسباب هو أنني بكل بساطة انتمي لهته الشركة التي قامت بالحملة بمساعدة بعض الجمعيات والبلدية

أفقت اذن على الساعة الخامسة صباحا وكعادتي ذهبت الى المقهى لأحتسي قهوتي وأشرب سيجارتي الأولى ولا أخفي عنكم شيئا أذ اصابني الأرق لخوفي من أن يكون عدد المشاركين غير مطابق للتوقعات ونكون بذلك أضعنا فرصة ثمينة في تنظيف المدينة فما رأيكم لو كانت التجهيزات والجرارات والجرافات والشاحنات موجودة ولا حياة لمن تنادي ولربما تكون حجة من عند الشركات الأخرى فتقول لك لن اساهم في تنظيف المدينة بما أن المواطنين لا يحركون ساكنا وكنت أعد الدقائق ساعات لا أدري متى نمت ولكنني متأكد أنني لم أنم جيدا المهم

بعد السيجارة الأولى توجهت الى البياسة مكان اللقاء وفي الطريق سمعت منبه سيارة وزميلان لي يدعواني الى الركوب ليس على الثورة ولكن في السيارة واتجهنا الى المؤسسة رأيت الشاحنة التي كان بها الطلاء وعاودتني فكرة أن ننجز أصعب الأمور في منزل بورقيبة من شراء المستلزمات والتنسيق بين مختلف الأطراف المتداخلة في الحملة ثم لا يأتي العدد الكافي والحق يقال هي المرة الأولى في منزل بورقيبة و التي يقع فيها التركيز في حملة نظافة على نقاط متفرقة تتطلب دربة لوجستية متطورة وقنوات تواصل متعددة وخاصة عزيمة لا تقهر فالمدينة المهملة تارخيا تحولت بدورها الى سلة مهملات من الحجم الكبير و ذلك لا يخفى الا على من لم يزر منزل بورقيبة هذه الأيام 
جاء زميل ثالث واندفع يقدم يد المساعدة دون حتى أن يقول صباح الخير وجاء رابع حملنا بعض الأدوات وعدنا الى البياسة ولما وصلنا عرفت أن يوم 11 سبتمبر 2011 سيسجله التاريخ لمتساكني المدينة ولعمال شركة جال قروب بأحرف من ذهب ليس لأنهم أخرجوا الأستعمار أو لأنهم ماتوا شهداء ثورة الكرامة ولكن لأنهم أولا ازاحوا عن منزل بورقيبة ما كان يخنقها وثانيا لانهم حركوا من كان نائما في سبات عميق يحلم بمعجزة تنفض عن المدينة غبار الجمود والركود والأوساخ
أيعقل أن تجد في مدينة تارخها يعد بثلاثة آلاف سنة أو يزيد من يلقي القمامة أمام نفس المدرسة التي سيدخلها ابنه بعد يومين؟؟ ثم نأتي بعد ذلك ونسأل عن سباب نجاح الشاب الياباني أو الأمريكي ثمة فرق بين من يتعلم في مدرسة تحيط بها منطقة خضراء وبين من يتعلم في مكان يكاد يسقط و تحيط به القمامة من كل جانب
انطلق الجميع كل الى موقعه وهنا أحسست ببعض الارتياح حملت آلة التصوير كالعادة وركبت مع زميلي وصرنا نجوب منزل بورقيبة زنقة زنقة نقدم بعض الأدوات لهذا وقارورة ماء لذاك وكان الطقس حارا بعض الشيء مجموعة أمام مدرسة الزغابة وثانية أمام شاكر 3 ثالثة  وفي ساحة 14 جانفي وخامسة في ساحة الشهداء و سادسة وراء مدرسة الأخوات وسابعة في طريق الخروب واخرى في طريق المنطقة الصناعية حتى حي الاقبال كان له نصيب مع أنه لا يتبع منزل بورقيبة ترابيا المهم أنني أحصيت 14 نقطة تدخل من بينها سور الملعب البلدي ومدرسة الامام سحنون 3 ومركز البريد حي النجاح وشاكر 1 ومدخل المنطقة الصناعية من جهة تونس
كان هاتف زميلي في السيارة لا يتوقف أو يكاد على الرنين فمن يريد ماءا ومن يريد طلاءا ومن أصابه الجوع ومن يريد شاحنة حتى أنني طلبت من زميلي أن يخرج الهاتف من جيبه وأن يضعه أمامه لكي لا يحدث مكروه

لم نكن وحدنا الذين يجوبان المدينة طولا بعرض بل كانت هناك 5 سيارات او 6 تنسق بين مختلف المجموعات كسيارة رئيس جمعية الصحة والبيئة ورئيس جمعية المكفوفين ومهندس البلدية وزميلنا الآخروسيارة باعثة مجموعة على الفيس بوك اسمها مبادرات من منزل بورقيبة وزميل ثالث بسيارته الخاصة ورابع حركية كبرى ورغبة في العمل من أجل منزل بورقيبة

مجموعة من مركز التكوين في كرة القدم أطفال يرتدون الأخضر والابيض وأربعة مؤطرين وولي أحدهم تداخلت الطراف ولا أريد أن أسمي الأشخاص لكي لا أنسى أحدا ولأن العديد جائوا ولا أعرفهم وان نسيت أحدا أو جمعية لا أريده أن يلومني كجمعية الكشافة والتي كدت أنساها وجمعية أخرى  وأخرى كل بما استطاع كلن حاضرا
كان من بين من حضر اشاعة مفادها أن الحملة ليست الا لغاية سياسية ولقد أجاب بعض المواطنين أنفسهم وممن ليسوا في جمعية ولا في حزب وقالوا لطارح السؤال بأن حزبهم الأول والوحيد هو منزل بورقيبة هته الاشاعة لم تبقى طويلا واختفت تماما
كان يوما حقيقة من الأيام التي يجب حتما على الغيورين فعلا على منزل بورقيبة أن يكرروه مرات عديدة لكي تصبح حملات النظافة كقهوتي وسيجارتي الأولى لا تقلق أحدا ولا تزعج أحدا
ولكي أكون صادقا مع نفسي لاحظت أن شيئين اثنين لو توفرا بالشكل الكافي لكانت حملة النظافة بامتياز وهما عدد أكبر من المواطنين ممن ليسوا من شركة جال قروب واعداد مسبق أكثر لبرنامج التدخل فمثلا بعد نهاية الحملة بقيت عديد الأكياس في الشارع  والتي كان من المفروض أن يقع جمعها من طرف البلدية وقد وعد أحد المسؤولين عن المصلحة الفنية بجمعها غدا صباحا 
 لا يجب أن ننسى أن التجربة هي الأولى بهذا الحجم وأن الفطن يتعلم من أخطاءه والملاحظتين اللتين سقتهما يمكن تلافيهما حتما في المرات القادمة
جميل جدا أن نسعى الى التخلص من الفضلات وتجميل جدران المدينة وأرصفتها وأن يقع تشريك المواطن سواء كان من شركة جال قروب أو من جمعية أو منظمة أو مار بالصدفة ولكن الأجمل هو تواصل مثل هذه الحملات وتعدد الشركات التي تتبنى عمليات من هذا القبيل ولما لا تصبح يوما في منزل بورقيبة كل شركة متبنية لمدرسة أو لمعهد أو لمركز تكوين للأطفال كذاك الذي ساهم اليوم في الحملة  
لن أصف كيف أمست منزلت بورقيبة فالفرق واضح وحقيقة وين كنا ووين صبحنا وأنا متأكد بأن ما حصل لا يمكن أن يختلف اثنان في كونه غير وجه المدينة بشكل لافت للأنتباه 
مجالات التدخل عديدة المهم هو ما ينفع الناس
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire