dimanche 20 novembre 2011

منزل بورقيبة الرجوع الى نقطة الصفر ؟؟؟



إتّسم الفضاء الجمعياتي في منزل بورقيبة في المدّة الأخيرة بفراغ كبير وذلك راجع حسب رأيي إلى غياب التغطية الإعلامية أكثر منه غيابا للأنشطة وتركيز غالبية وسائل الإعلام على الأنشطة السياسية والحملة الإنتخابية وهلم جر.

إجتمع اليوم في دار الثقافة بيرم التونسي مجموعة من المسؤولين عن الجمعيات وبعض ممثلي الأحزاب السياسية والشخصيات المعروفة محليا وبعض المواطنين للإتفاق حول صيغة قانونية لبعث مجموعة ضغط للدفاع عن مصالح المدينة على المستويين الجهوي والوطني وعيا من هته المجموعة ضرورة التحرك بطريقة علمية ومنهجية مضبوطة مسبقا.الإجتماع كان مفتوحا للعموم وكانت جل التدخلات تصب في الخانة نفسها حيث أكد جميع المتدخلين تقريبا على أن المنزلة التي تتبوأها المدينة لا تتناسب مع الخبرات التي تزخر بها وموقعها الجغرافي وما تتمتع به من فضاءات صناعية وتاريخ ضارب في القدم كثافة سكانية من شأنها أن تجعل المدينة في مصاف الولايات وليس في صف المعتمديات.بدأ المتدخلون بالحديث عن إنتظاراتهم من هته المبادرة وعن الأسباب التي قد تكون جعلت المدينة تكون دائما في ظل الولاية وقد رد بعضهم سبب ذلك لسياسة التهميش التي فرضها النظام البائد على المدينة وقال آخر أن ممثلي المعتمدية في مجلس النواب لم يكونوا أهلا لتلك المهمة والمفروض أن يكون الممثل القادم ( ولد بلاد) في ما أكد آخر على أن المعضلة تتمثل بكل بساطة في الصورة التي يروجها الإعلام للمدينة والتي لم تخرج من إطار المدينة التي يكثر فيها الإجرام وذلك من شأنه إحداث حالة فزع وخوف غير مبررين لدى رؤوس الأموال أما الشق الآخر فقد عزا ذلك لعدم سعي الخبرات والكوادر أصيلي منزل بورقيبة في المواقع والمناصب الهامة في البلاد لتقديم يد المساعدة والعون للمدينة وتقاعسهم الشديد في الدفاع عن مصالح المدينة في دوائر القرار. البعض الآخر رد بقاء المدينة في هذا الموقع المتردي عبر التاريخ إلى عدم التوافق بين موقع المدينة جهويا ووطنيا وبين ما يجب أن تكون عليه واستدل في حديثه بإقليم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه والشركة التونسية للكهرباء والغاز حيث أن التقسيم الإداري لهذين الإقليمين يضع مدينة منزل بورقيبة على رأس 6 أو 7 معتمديات وبناء عليه كان من باب أولى وأحرى تحويل المعتمدية إلى ولاية وهو حسب رأيه الحل الأمثل والأنجع.

لا يفوتني هنا ذكر فكرة أحد المتدخلين حول كتابة عريضة للتنديد بتواصل غلق عديد المرافق العمومية كالقباضة المالية ومكتب البريد الجاهز للإستغلال ومكتب البريد ومراكز الأمن وقد وافق العديد على الفكرة وشرعوا في كتابة العريضة لإمضائها من طرف الحاضرين وهنا كنت مجبرا على ترك المجموعة لكي أتمكن من الإلتحاق بعملي فأنا ممن يعملون صباحا مساءا وحتى يوم الأحد وهذا موضوع آخر.


لا أستطيع ذكر مآل الإجتماع لأنني غادرت مكرها قبل النهاية إلا أن عديد الملاحظات يجب ذكرها لكي نتمكن من المضي قدما في برامجنا ومشاريعنا ولا ألوم هنا أحدا لكنني سأساهم بما أراه قد ينفع الناس :

لا تخرج هته المبادرة عن سابقاتها فذات الأشخاص تقريبا هم الحاضرون في المبادرات نفسها وهذا يدل على رغبة هته المجموعة الطيبة في تحسين وضع المدينة لكن كان من الأصلح العمل على دعوة باقي الجمعيات والأحزاب وحتى ممثلين عن الإدارة والمنظمات المحلية لتوفير قدر أوفر من المعطيات الفنية بخصوص المدينة بما أننا نبحث عن حلول عملية وعلمية فجمعية إضافية قد لا تكون الحل إنما هي عودة الى النقطة الصف و ربما لو فكرنا في تنسيقية يجتمع فيها كل من له علاقة بالمجتمع المدني تكون الإطار الحواري العام في المدينة لتحديد الأهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى لتوحيد الرؤى وأظن أن الجماعة فكروا في ذلك وسينفذون الفكرة.


إنطلق الإجتماع بتأخير كالعادة ولو حدث العكس لفوجئت وهنا نقطة هامة إن دلت على شيء فهي تدل على أن المبادرة لا تكتسي الأهمية التي يجب أن تكون عليها وأرى أنه من بين الأسباب التي جعلت من منزل بورقيبة في مرتبة متدنية هو عدم إكتراثنا بأهمية المواعيد ولا أفشي سرا إذا قلت أن 80/100 من الحاضرين جاؤوا بعد العاشرة موعد إنعقاد الإجتماع وأن 50/100 أو يزيد دخلوا القاعة بعد إنطلاق الجلسة وكما يقول المثل التونسي ( الّي عندو نواح يبداه مصّباح)


بعض الحاضرين أيضا إصطحب أبناءه ولا أدري ما سبب ذلك فالقضية أكبر من أن نحشر فيها أطفالا وحضورهم لن يفيد الجلسة في شيء بل على العكس قد يكون سببا في إحداث تشويش على المتدخلين وإن كنت شخصيا مع ضرورة إشراك جيل المستقبل وتشجيعهم على المساهمة في الحياة المدنية ولكن في إطار غير الإطار وبضوابط أخرى كتنظيم إجتماع للصغار ليعبروا عن تطلعاتهم بكل حرية ولا أرى أنهم إستفادوا شيئا غير قلة النظام في الحوار.

التدخلات هي الأخرى كانت تفتقر إلى أبسط مقوّمات الحوارالبنّاء مع رغبة القائمين على الجلسة في التحكم في مجرياته إلا أن ذلك لم يكن ممكنا وساد بعض من هرج و مرج وتحول النقاش الى حوار ثنائي يجب تجاوزه لو أردنا حقا التقدم بمنزل بورقيبة ومرد ذلك كله ببساطة خطأ إجرائي تنظيمي كان يمكن تلافيه لو وقع منذ البداية تحديد مدة التدخل وطريقة الرّد على التدخل وهو ما يجب تجنبه مستقبلا فما العيب أن يتفق المنظمون فيما بينهم قبل يوم أو يومين على طريقة إدارة الجلسة لكي تحصل الفائدة.


ألقى جملة من الحاضرين اللّوم على وسائل الإعلام في عدم نقلها لكل مايحدث في منزل بورقيبة من مبادرات طيبة وإقتصارها على ذكر الجرائم والسرقات والمشاكل مما من شأنه أن يمرر صورة مخالفة للواقع فنسبة الجريمة في المدينة ليست أكثر من مدن أخرى وأظن أن الكلام هنا موجه إلى شخص بعينه هو مراسل لجريدة وطنية وإذاعة خاصة في منزل بورقيبة وهذا من الصحة بعض الشيء فكلما قرأت مقالا لعم صالح إلا وجدته يتحدث إما عن مشكلة أو عن جريمة وهنا لا يجب أن ننسى أن الإعلام حر أو لا يكون فالمسألة حسب رأيي ليس المسؤول عنها الإعلام وحده بل كلّ الأطراف و على سبيل الذكر لا الحصر هته الجلسة لم أكن لأحضرها لولا دخولي للفايسبوك وهذا حسب رأيي تقصير من المجتمع المدني في منزل بورقيبة وغياب التنظيم في هياكل الجمعيات وأتحدى أي شخص في جمعية ينكر أنني قدمت له رقم هاتفي ولكن ... المهم هو أن كلّ الأطراف ساهمت من قريب أو بعيد في تقديم تلك الصورة المنقوصة على منزل بورقيبة وما إنخراطي أنا شخصيا في العمل الصحفي المواطني إلا سعيا مني لتغيير هذا المعطى.


كل ما ذكرته لم يكن سوى محاولة لتقديم المساعدة لكي تنمو منزل بورقيبة و تتطور وهو إن دل على شيء فهو يدل على أن منزل بورقيبة بها نساء ورجال بررة يحز في أنفسهم ما يرونه في مدينتهم ويحاولون ما إستطاعوا جلب الإستثمارات وتحسين ظروف العيش للمواطنين لكي تعود هذه المدينة الضاربة قدما في التاريخ الى سالف إشعاعها ولكن خوفي على هته المحاولة من الفشل هو الذي دفعني الى أن أسوق ملاحظاتي فقاعدتي في العمل هي أن أقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
وفق الله الجميع لما فيه خير منزل بورقيبة.

samedi 19 novembre 2011

تونس الخطاب السياسي وتحديات المرحلة


بعد الحملة الإنتخابية الهاوية وأقصد هنا غير المحترفة والتي خرج علينا فيها جهابذة التواصل بأخطاء بدائية من حيث الشكل والمضمون, فبين من نزل بالخطاب السياسي حد الإبتذال للحديث عن (تدبير راس) كما قال لي أحد المترشحين المستقلين على أساس أنه (زوّالي) وإذا ترشح فإنه سيحصل على امتيازات يمكن أن تقلب نظام عيشه رأسا على عقب وبين من سيحول ثمن الخبز إلى 100 مليم وتذكرة الحافلة مجانية ومن وعد بتحقيق دولة الخلافة وبين من مازال يعد بإلقاء إسرائيل في البحر وهو لا يعرف حتى عدد الدول العربية وبين من يريد تحويل تونس إلى فرنسا أو تركيا وبين من قسّم المواطن التونسي إلى كافر ومسلم ووصل الهذيان ببعضهم حدّ المطالبة باستقلال جهة ما كما لو أننا في إقليم كردستان العراق, يضيع المواطن وتزداد عنده الحيرة ويصاب أو يكاد بإحباط.

مر يوم 23 أكتوبر بخير والحمد لله دونما أحداث خطيرة بتظافر جهود العديد من الأطراف وبدأ الحديث عن تحالفات وتيارات ومعارضة وخصوصا مناصب ومحاصصة بين من تحصل على عدد معين من المقاعد وبين من تحصل على اقل من ذلك وهو ما يجعلني قلقا بعض الشيء لأني ربما فهمت خطئا ولكن الإنتخابات جرت لتحديد نواب الشعب في كتابة الدستور الجديد للبلاد وتصريف أعمال هذه الفترة الإنتقالية إضافة إلى بعض التشريعات الضرورية للفترة الإنتقالية وهذا حسب رأيي ما جاء في بصفة عامة في المرسوم الداعي لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي. المسألة بكل بساطة هوة بين المطلوب فعله وما نراه بصدد الإنجاز فأربع أسابيع ونحن مازلنا في التفاوض واللجان والتوزيع والحصص وتركنا الأصل وهنا لا أدعي معرفة ولا وطنية أكثر ممن ترشحوا لكن ما أحسه من التصريحات المتضاربة أحيانا من نفس الحزب وهذا يعود حسب رأيي السياسة الهاوية فلا خط خطابي واضح حيث ان من يصل الأول إلى مكان إجتماع او ندوة يتكلم ثم يأتي الناطق الرسمي للحزب ليبرر ذلك بشيئين إما أن يقول أن المتحدث يتحدث باسمه الشخصي أو يجيب بان الحديث أخرج من سياقه وهذا ما من شأنه إضفاء مزيد من الضبابية على الوضع العام الغامض بطبيعته
الوضع المحلي والدولي والإقليمي متقلب وأزمات الديون السيادية تعصف باقتصاديات دول في الماضي القريب كانت حلم وملاذ العديد من شباب البلاد ونسبة النمو في أحسن الحالات لم تتزحزح من مكانها اضافة إلى الحالة الأمنية التي تعاني من هشاشة فعديد المراكز الأمنية لم تستعد نشاطها بصفة عادية إضافة إلى الغلاء المفرط في أسعار عديد المواد والإحتكار في عديد المواد الأخرى والإنفلاتات والإعتصامات وخسائر بالجملة تقدر بالمليارات وحكومة السبسي غائبة أو تكاد.
مع هذه الحصيلة التي لا نحسد عليها أجد أنه من باب أولى وأحرى أن نتوافق على الدستور وما يجب تضمينه في أبوابه لأننا لا أتصور أننا سنعيد 14 جانفي آخر العام القادم ثم نوحد التوجهات العامة للسياسية الإقتصادية والإجتماعية للسنة القادمة ثم نتفق بعد ذلك على الحقائب لأن المواطن لن ينتظر أكثر والبوادر لاحت منذ أسبوع أو أكثر وكل يوم يمر نخسر أموالا نحن في حاجة إليها في التشغيل الصحة ومقاومة الفقر والتهميش وليس للأحزاب مجتمعة الحل السحري لكل مشاكل التونسي         

vendredi 18 novembre 2011

لجنة تقصي الحقائق تقرير أم تبرير ؟؟؟

 
تابعت بكل شغف تقرير لجنة تقصي الحقائق في الفساد الرشوة وقد أتيت على صفحاته كاملة في النسخة الموضوعة على الواب للتحميل وكنت قد سعيت إثر الحصة التلفزية للحصول على النسخة الإلكترونية وبعد ساعتين من البحث وجدت رابطا على الشبكة أنقذني من عناء البحث
كلما تقدمت في قراءة سطر زادت رغبتي في إتمام الذّي يليه إلى أن وجدتني آتي عليه كاملا ولا أزال إلى اللحظة تحت تأثيرالصدمة حيث أن سرطان بن علي لم يدع مليما واحدا في تونس لم يرد تقاسمه مع مالكه إن كان المجموعة الوطنية أو الخواص ولا أنكر هنا متابعتي لملف الفساد من خلال بعض المنشورات التي كانت ممنوعة في تونس والتي كانت تمرر تحت المعطف بين بعض من أخذوا على عاتقهم مهمة فضح النظام السابق وممارسته المافيوية مع أنني قرأتها مجتمعة بعد ثورة 14جانفي إلا أن حجم الفساد المتفشي في تونس كان أعظم مما تطرقت له تلك المنشورات وذلك حسب رأيي يعود لشح المعلومة وصعوبة النفاذ لها في ظل الحصار الذي كان يفرضه القائمون على شأن عصابة بن علي والطرابلسية والماطرية
المتصفح للتقرير يلاحظ حتما تكرار حرفين هما الميم والصاد في ترتيب مختلف, فمرات تجد (م ص) ومرات أخرى تجد (ص م) يرمزان لشخصين مختلفين قريبين جدا من دائرة الفساد بل قل عمودين هامين في المنظومة الفاسدة أحدهما العقل المدبر أحيانا وأحيانا أخرى همزة الوصل بين الجهاز الفاسد إن كان في وزارة أو إدارة وبين عرّاب المافيا التونسية والآخر كان دائما يلعب دور المستفيد ولو جمعت المال المهدور الذي جمعه لوجدت الحل العاجل للطامة الكبرى في تونس ألا وهي التشغيل فآلاف ملايين الدينارات ذهبت هباءا منثورا وانا شبه متأكد من عجز كل الحكومات القادمة مجتمعة في ارجاع كل المبالغ المنهوبة وسنكون حامدين لله وشاكرين لو تمكّنا من إسترجاع جزء من تلك المبالغ وذلك لسبب بسيط جدا فالآلة الفاسدة كانت متمرسة ومتمرنة على كل أنواع الألاعيب والخزعبلات لكي تجعل تلك الأموال في مأمن من أي مسائلة مستقبلية إضافة إلى المدة التي تطلبتها الإنابات العدلية للدول  التي وجدت فيها حسابات و ممتلكات لبن علي و من معه فما بالك بالحسابات المجهولة والشركات الواجهة ومدى مصداقية الدول التي توجد بها هته الحسابات العملية  معقدة جدا ولن تحل في شهر أو سنة بل تتطلب سنوات وعمل جاد وإرادة سياسية.
عند مرور الريبورتاج الذي صور إكتشاف الخزائن التي كانت موجودة في سيدي الظريف وما رافقه من ردود أفعال جمعت بين الرأي وضده أحيانا كتدافعت عن اللجنة وقلت بوجوب ترك بعض الوقت وسنرى النتائج وجائت النتائج مخيبة لآمالي أنا شخصيا للأسباب التالية
شكليا لا أفهم حسب أي معايير وقع الإختيار على ذكر قضية دون اخرى فالبلد حسب ما ذكر التقرير تعج بالفساد ولم تحدد لنا اللجنة سبب إختيارها لهذه القضية تلك إضافة إلى تكرار نفس القضايا في ثلاث حالات على الأقل ومنها أذكر على سبيل الذكر لا الحصر قضية صخر الماطري وقضية الإعتداء على أعوان الديوانة وقضية حمدي المدب ومع تواجد القضايا في أبواب مختلفة في التقرير كان من الأجدر الإتيان على قضايا أخرى لتحصل الفائدة للمواطن وهذا حسب رأيي دليل على أن التقرير كان على عجل وكأني بالجنة تريد أن تمرر رسائل قبل موعد ما أجهله ثم أن اللجنة على حد علمي ليست مرتبطة بموعد لإعداد تقريرها فلم العجل إذا ؟؟
في المضمون أيضا لي جملة من الملاحظات أسوقها ومنها خاصة غياب صهر الرئيس الأكثر شهرة في تونس والخارج ألا وهو سليم شيبوب فلم أرى في التقرير كله الحرفين (س ش) إلا في الفقرة الخامسة من الصفحة 258 تتحدث عن مذكرة في الطلاق ولا أظنها تتحدث عن سليم شيبوب فهل أن هذا الشخص لا تشوبه شائبة والقاصي والداني في تونس يعلم تلاعبه فالرجل عند زواجه من بنت بن علي لم يكن يملك إلا مقهى يتيم وبقدرة قادر يصبح مالك خيول بالمليارات والعقارات في الداخل والخارج أم أن في الأمر سرا ما.
عديد العائلات المتصاهرة مع الرئيس أيضا لم تذكر مع أنها لم ترك شاردة ولا واردة في الساحل وفي حمام سوسة لم تضع عليها يدها وليست أخته إلا واحدة من أولئك الذين سمعنا عن تورطهم في إبتزاز رجال أعمال كثر.
منظمة الأعراف و على رأسها الهادي الجيلاني كانت تصول وتجول شرق البلاد وغربها ولكن بقدرة قادر لم نجد لها أثرا في تقرير اللجنة إضافة الى جمعيات ومنظمات يطول ذكرها إختفت من التقرير هي الأخرى وكأنها أبعد ما تكون عن الشبهة مع منظمات وجمعيات أخرى ذكرت
وزارة الداخلية هي الأخرى إختفت من التقرير إلا في ما يتعلق بالبلديات أو الولايات أما الجهاز الأمني والذي كان في فترة بن علي أداة الطرابلسية بامتياز فكيف لم تتوفق اللجنة في ايجاد ولو قضية واحدة وهذه أيضا نقطة إستفهام أخرى أم أن حسابات دخلت على الخط لنكشف ملفا ونخفي آخر؟؟؟
بعد القراءة إستنتجت نقص خبرة من قاموا على هذه اللجنة وهو حسب رأيي ما جعل عملها يسقط في الماء مع أن المرسوم الذي أحدثها أعطاها صلوحيات قاضي التحقيق والضابطة العدلية والشرطة العدلية وأظن أنه هنا مربط الفرس فلو لم تتسرع حكومة الغنوشي وأحدثت هذه اللجنة التي تستحق في حد ذاتها لجنة تقصي حقائق وتوجهنا إلى إعطاء القضاء الإستقلالية الكافية والضمانات القانونية والإمكانيات اللوجستية والمادية الكافية لما وقعنا في فخ الظغوطات ولكان العمل شفافا بأتم ما في الكلمة من معنى فهل نصبح يوما ما نمارس ثقافة المحاسبة كما نركب الحافلة أم أن ما بالطبع لا يتغير.
     

jeudi 3 novembre 2011

قراءة في الإنتخابات


 23 أكتوبر يوم كتبه التونسيون بأحرف من ذهب فمن منا لم يحس بأنه مواطن بكل ما في الكلمة من معنى كانت مراكز الإقتراع تعج بالنّاخبين الذّين توافدوا والكل يمني النفس بانتصار قائمته مما حدى بكبار العالم بتهنئة تونس على هذا المكسب التاريخي خصوصا أن الوضع الأمني كان مستقرا ولم يلاحظ أي حادث يذكر
مع مرور الوقت بدأت الأرقام تكشف تباعا وكان من الواضح أن الإحصائيّات المبنعلة من فئة تسع وتسعون فاصل تسع و تسعون بالمائة لم تكن فقط مغلوطة إنما مخجلة و تدعو للسخرية حيث لو حدث لاقدّر الله وتنقّل ذلك العدد من النّاخبين في العهد المبنعل لكانت نسبة المشاركة المعلن عنها في وسائل الإعلام من قبيل المائة و سبعون بالمائة ولبقي لأجيال عديدة جاثما فوق صدورنا
منذ انطلاق التصريح بنسب المشاركة أصيب الناس بذهول حيث كنا نتوقع أن تكون النسب مرتفعة بعض الشيء إلا أن ستة تونسيين من عشرة لم يشاركوا وهو في حد ذاته دليل على اختلاف درجة الوعي المواطني لدى التونسي والذي لم تفلح الحملة الإنتخابية في إقناعه بجدوى الإقتراع وحتمية الإدلاء بصوته لإختيار من يمثله في المجلس التأسيسي. كنت في مقال سابق أشرت الى عدم حرفية الحملة الإنتخابية وقد سمعنا طرقا للدعاية ما أنزل الله بها من سلطان كيف لا وقد وصلت حد توزيع علب السجائر والكسكروتات وخلاص كريدي العطار و علوش العيد ... يعود هذا حسب رأيي إلى أمرين أولهما التمويل فعديد الأحزاب لا تتجاوز ميزانيتها رقم معاملات حمّاص أو جزّار مما يجعلها تعتمد على وسائل تقليدية لا تمتّ بصلة لأبسط مقوّمات العمل السياسي الميداني ولا يفوتني أن أسوق مثال رئيس قائمة كان في قمّة سعادته لحضور 40 شخصا في إجتماع شعبي وأظن أنه لم بتجاوز ذلك العدد في الأصوات التي تحصل عليها وثانيهما هو إنعدام الثقة بين الخطاب السياسي والمواطن الذي كل ومل وعود الحملات التي كان شاهدا عليها قبل الثورة وبالتالي تكون الإجابة عند سؤال أحدهم عن سبب امتناعه عن الإقتراع أن الأحزاب لا تبحث إلاّ عن الأصوات وفي حال حصولها على ما تريد تترك المواطن ومشاكله للحملة القادمة.
لا أستطيع أن أتنبأ بالوضع السياسي في المستقبل ولكن من المؤكد أن الفائز في الإنتخابات القادمة سيكون حتما ذلك الذي سيعتمد على الأرقام والمعطيات التي أفرزتها الإنتخابات الأخيرة.    
   

mardi 1 novembre 2011

مبروك الكار يا تونس



بعد غياب طويل نسبيا وبعد زخم تواصلي بلغ حد التخمة الإعلامية المبالغ فيها ها أنني أعود لموقع 7050 نيوز وأرجو أن لا يلومني أصدقائي فأنا كما تعلمون أصبحت أبا وذلك لا يترك لي وقتا كافيا إضافة الى برودة الطقس وبما أنني لا أملك أنترنات في المنزل وأضطر الى الخروج الى الشارع لكي أدخل الى الشبكة فإنني تخلفت كثيرا عن الكتابة المهم أننا عدنا والعود أحمد
لا يمكن أن أبدأ حديثي دون الإشادة بنسبة الإقبال على صناديق الإقتراع والتي كانت قياسية مقارنة بما كان يجري في عهد الاّ نظام المبنعل مع أنني لست مع وسائل الإعلام الوطنية والعالمية والتي صورت لنا الإنتخابات على أنها حضور غير مسبوق مع أن النسبة لم تتعدّى 77/100 من جملة المسجلين والعادة في مختلف الدول التي مرت بثورات تكون نسبة المشاركة عالية جدا ولن ندخل هنا في تحليل الأسباب والمسببات التي جعلت ثلثي المسجلين إراديا فقط هم الذين ينتخبون مع 14/100 من المسجلين آليا
كنت أتسائل منذ الإعلان عن الذهاب الى إنتخابات المجلس التأسيسي عن سبب تجاهل العديد للحوار حول تونس ودستورها الجديد وعمّا يجب تضمينه فالدستور ليس لنا نحن فقط إنما هو لأجيال قادمة ولنا المسؤولية التاريخية لكي لا يخرج بعد 10 سنوات بوعزيزي آخر ليحرق نفسه ونسائل من أولادنا عن سبب تجاهلنا لمسألة هامة وتناحرنا على صفحات الفايسبوك بين كافر ومسلم وكأني بالتونسي عندما يخرج صباحا الى عمله يسأل نفسه مرات ومرات هل أنا التونسي المسلم أو التونسي الكافر و دخلنا هته المتاهة ولا أظننا خرجنا منها إلى حد اللحظة رغم مرور أسبوع على موعد 23 أكتوبروالغريب في الأمر أننا إنطلقنا في التحاليل السياسية المتلفزة والمذاعة على أساس من يحكم من ومن يأخذ منصب الرئيس المؤقت والوزير الأول المؤقت وهنا أتوقف لحظة لأسوق مثال : تصوروا أننا كنا نركب حافلة وسائق الحافلة لم يكن مؤهلا لسياقتها وعوض أن يترك مكانه لمن هو أهل كان في كل مرة يغير قانون الطرقات لكي يمكث في الكرسي أطول وقت ممكن مما أحدث حالة من الغليان بين صفوفنا وبعد أن دخلت الحافلة في { الحيط } خرج علينا يوم 13 جانفي مرددا راني فهمتكم ايه نعم أنا فهمتكم  وقال بأنه لن يسوقها بعد 2014 وفي يوم مشهود خرج مجموعة من شرفاء القوم وقالوا له الآن إرحل . هرب السائق وقلنا في ما بيننا لكي نتفادى الوقوع في الفخ نفسه سنصوغ قانونا ينظم عملية القيادة ويضمن لنا الحرية والكرامة على إختلافنا ولذلك نظمنا انتخابات تحسدنا عليها بعض الديمقراطيات في العالم مع بعض التجاوزات وعوض أن نركز على قانون الطرقات أصبحنا نتحدث عن سائق الحافلة الجديد في هته المرحلة الانتقالية
لا ضامن في المستقبل إلا الدستور ولا حديث الآن الا عن الحكومة المؤقتة وأخشى أن تتيه الثورة بين الكراسي وبين الحسابات السياسوية الضيقة لهذه القائمة أو تلك ووقتئذ يا خيبة المسعى
لست ممن يتشائمون بل على العكس يعتبرني بعض الأصدقاء متفائلا أكثر من العادة وسأواصل تفاؤلي لأنني أؤمن أن من جعل الأزرق { وهو اسم ينادى به بن علي في حمام سوسة عندما كان يتسكع قبل الالتحاق ب سان سير} يفر ساقيه أعلى من رأسه  سيخلع أي رئيس دولة أو رئيس حكومة قادم مهما كان لونه أحمر أو أصفر أو حتى وردي
الحافلة التونسية نسبة الى المثال الذي قدمته بعد أن أدخلها بن علي في الحائط ثقب خزان وقودها واحدى عجلاتها ثقبت أيضا وعداد سرعتها لا يتجاوز الواحد والنصف والركاب ينتظرون أشياء ملموسة والا فإن الحافلة ستدخل حائطا سميكا ومن سيدخلها هم الركاب أنفسهم لأنهم ملوا الخطابات والشعارات وسيكون الأزرق المخلوع سعيدا لأنه سيقول وقتها أنه كان محقا في إنفراده بقيادة الحافلة والفاهم يفهم