jeudi 3 novembre 2011

قراءة في الإنتخابات


 23 أكتوبر يوم كتبه التونسيون بأحرف من ذهب فمن منا لم يحس بأنه مواطن بكل ما في الكلمة من معنى كانت مراكز الإقتراع تعج بالنّاخبين الذّين توافدوا والكل يمني النفس بانتصار قائمته مما حدى بكبار العالم بتهنئة تونس على هذا المكسب التاريخي خصوصا أن الوضع الأمني كان مستقرا ولم يلاحظ أي حادث يذكر
مع مرور الوقت بدأت الأرقام تكشف تباعا وكان من الواضح أن الإحصائيّات المبنعلة من فئة تسع وتسعون فاصل تسع و تسعون بالمائة لم تكن فقط مغلوطة إنما مخجلة و تدعو للسخرية حيث لو حدث لاقدّر الله وتنقّل ذلك العدد من النّاخبين في العهد المبنعل لكانت نسبة المشاركة المعلن عنها في وسائل الإعلام من قبيل المائة و سبعون بالمائة ولبقي لأجيال عديدة جاثما فوق صدورنا
منذ انطلاق التصريح بنسب المشاركة أصيب الناس بذهول حيث كنا نتوقع أن تكون النسب مرتفعة بعض الشيء إلا أن ستة تونسيين من عشرة لم يشاركوا وهو في حد ذاته دليل على اختلاف درجة الوعي المواطني لدى التونسي والذي لم تفلح الحملة الإنتخابية في إقناعه بجدوى الإقتراع وحتمية الإدلاء بصوته لإختيار من يمثله في المجلس التأسيسي. كنت في مقال سابق أشرت الى عدم حرفية الحملة الإنتخابية وقد سمعنا طرقا للدعاية ما أنزل الله بها من سلطان كيف لا وقد وصلت حد توزيع علب السجائر والكسكروتات وخلاص كريدي العطار و علوش العيد ... يعود هذا حسب رأيي إلى أمرين أولهما التمويل فعديد الأحزاب لا تتجاوز ميزانيتها رقم معاملات حمّاص أو جزّار مما يجعلها تعتمد على وسائل تقليدية لا تمتّ بصلة لأبسط مقوّمات العمل السياسي الميداني ولا يفوتني أن أسوق مثال رئيس قائمة كان في قمّة سعادته لحضور 40 شخصا في إجتماع شعبي وأظن أنه لم بتجاوز ذلك العدد في الأصوات التي تحصل عليها وثانيهما هو إنعدام الثقة بين الخطاب السياسي والمواطن الذي كل ومل وعود الحملات التي كان شاهدا عليها قبل الثورة وبالتالي تكون الإجابة عند سؤال أحدهم عن سبب امتناعه عن الإقتراع أن الأحزاب لا تبحث إلاّ عن الأصوات وفي حال حصولها على ما تريد تترك المواطن ومشاكله للحملة القادمة.
لا أستطيع أن أتنبأ بالوضع السياسي في المستقبل ولكن من المؤكد أن الفائز في الإنتخابات القادمة سيكون حتما ذلك الذي سيعتمد على الأرقام والمعطيات التي أفرزتها الإنتخابات الأخيرة.    
   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire