mardi 6 décembre 2011

ولاية منزل بورقيبة إلّي عندو نواح يبداه مصّباح


تتداول صفحات الفايسبوك هته الأيام فكرة مغرية جدا مفادها أن تتحول منزل بورقيبة إلى ولاية وهي إن تحققت ستكون دافعا إقتصاديا وإجتماعيا للتنمية وربما حلت كل مشاكل الجهة بإعتبار زيادة التمويل العمومي للمدينة وتوفر فرص إستثمار وتحسين البنية التحتية إضافة للحركية في قطاع النقل من وإلى منزل بورقيبة.
في هذا الإطار إنتظم يوم الأحد في دار الثقافة بيرم التونسي إجتماع اللجنة المتركبةمن ممثلين عن حركة النهضة والمؤتمر مع بعض المستقلين و التي تعتني بهذا الموضوع إضافة إلى بعض المواطنين المتحمسين للفكرة في محاولة منهم للبحث عن السبل الكفيلة بوضعها على أرض الواقع وقد كان الحوار شيقا وبناءا وتراوحت التدخلات بين مدافع عن الحلم القابل للتحقيق لو تظافرت جهود الجميع وبين الرسوم البيانية وتفسير سبب المطالبة ببعث ولاية.
الإجتماع مبرمج حسب الدعوة المفتوحة للعموم في صفحة معا لتصبح منزل بورقيبة ولاية وفي صفحة ويكيليكس منزل بورقيبة على الساعة العاشرة صباحا وكنت قد تحولت إلى دار الثقافة قبل ذلك بقليل لأجد نشاطا آخر للهلال الأحمر التونسي وهو يوم تحسيسي حول مرض السيدا وقد تسائل بعض الحاضرين عن القاعة المخصصة للإجتماع مما دعى أحد الساهرين على البادرة الطيبة إلى التدخل لتحديد المكان والذي كان في القاعة الخارجية والتي يسميها رواد الدار بقاعة كرة الطاولة
ومرت الدقائق ولم يتجاوز العدد العشرة أفراد وهو ما يجعلني شخصيا أتسائل عن سر غياب المواطنين مع أن الأمر يهمهم بدرجة أولى وإن كنت أرجع ذلك إلى عدم دربتنا على ممارسة المواطنة لكن ذلك لا يكفي حسب رأيي فالقائمون على المبادرة إعتمدوا فقط على الفايسبوك كوسيلة وحيدة لإعلام المواطنين مع أن المدينة فيها إذاعتين واحدة على الأنترنات والأخرى على موجات الأثير كان من الممكن إستغلالهما ليكون الحضور أكثر من عدد ركاب حافلة صغيرة الحجم إضافة إلى تلامذة المعاهد الثانوية وخصوصا الذين تجاوزوا السادسة عشر منهم فهم سيصبحون غدا إطارات المدينة وكان من الممكن الإستفادة من آرائهم ومقترحاتهم حول الموضوع.
أن لا يأتي حضور غفير للإجتماع يمكن فهمه خصوصا في ظل غياب الدعم المادي واللوجستي لهته المجموعة الطيبة والتي والحق يقال ترى الحماسة خصوصا على وجه ذلك الشاب صاحب النظارات والذي أتمنى لو كان كل شباب منزل بورقيبة مثله فقد رأيته يجوب المدينة دار دار زنقة زنقة لإقناع المواطنين بجدوى المبادرة وأظن أن غالبية من أمضى على مطلب الولاية كان بعد إتصاله بهم ولكن أن يأتي المدافعون عن الفكرة بعد نصف ساعة فهنا أتسائل عن مدى إيمانهم بالفكرة ومدى جديتهم في السعي إلى الخروج بالمدينة من عنق الزجاجة ومن خلال القدوم المتأخر أفهم لماذا وقع تكرار الحديث بالإضافة إلى بساطته كالحديث عن الحلم كما جاء على لسان السيد جمال بوعجاجة  وخلته للحظة يقرأ لنا فقرة من قصته "سيسيليا" وكما قال السيد محمد الحبيب رويبح متحدثا عن النواب السابقين في مجلس النواب وعن حصة منزل بورقيبة في الحج وهو الكلام ذاته الذي قاله في اول إجتماع والتكرار والتكرار والإجترار ولا تقل لي يا صديقي أن في الإعادة إفادة وسأبين لك لماذا ؟
منذ الإجتماع الأول كان من المفروض الشروع فورا في وضع الفكرة أو المشروع أو الحلم أو سمّها ما شئت على الورق والبدأ بتقسيم العمل على لجان تعنى كل واحدة منها بجانب معين مع تحديد جدول زمني للقيام بالمهمة مما يمكن من ربح الوقت ولكن ذلك لم يحدث مما ادى إلى السقوط في الإرتجالية والتكرار غير المبرر أما ما قام به البعض الآخر من محاولة لإضفاء بعض الجدية على العمل فسقط أيضا في درجة الهواية حيث أن عرض خريطة على شاشة حاسوب لا يمكن ان تؤدي دورها لأن شاشة الحاسوب لا تمكن من يبعد عنها مترين من الرؤية بوضوح وكان من المفروض أن تتم الإستعانة بجهاز العرض من دار الثقافة وكانت الفائدة تحصل للجميع.
مع دعوة البعض لتحييد مبادرة منزل بورقيبة ولاية عن الحسابات السياسيةالضيقة إلا أن التأكيد على ذكر المؤتمر والنهضة والتكتل في تبيان الأسباب تجعلك تحس أن الحكاية ليست إلا مجرد حملة إنتخابية للإنتخابات القادمة وهو ما جعل ربما البعض ممن حضروا اول إجتماع يعزفون عن مواصلة الحضور في باقي الإجتماعات وكان من الممكن إن كانت الفكرة مقترحة في برامج الأحزاب أن يقع تنولها في مقرات الأحزاب فالمواطن التونسي مازال لم يستسغ بعد فكرة التحزب ويكون أكثر تفاعلا للعمل في إطار جمعية منه في العمل في مشروع يتبناه حزب سياسي.
أخشى أن تكون مبادرة الولاية كالشجرة التي تخفي الغابة وأن ننكب على المبادرة دون التفكير في الحلول للمشاكل العاجلة والآجلة وكما يقول المثل " يا مبدل لحية بلحية...." وتذهب الجهود هباءا منثورا.
نقطة أخيرة أقلقتني كثيرا وهي تعمد أحد الحضور لمرات عدة الإجابة على الهاتف وكأن الرجل يجلس في مقهى وليس في إجتماع مصيري يهم مستقبل مدينة بحالها الغريب جدا يا صديقي هو أن صاحبنا هذا هو من يدعو ويدافع بشراسة عن فكرة الولاية فإن كان رب البيت للطبل ضاربا فما بالك بالأولاد له يرقصون.
أن أحاول الحديث عما أراه معيقا للعمل لا يستنقص من قيمة الفكرة أو من مدى حماسة القائمين عليها او من صدق نواياهم ولكن الأمور لا تنجز بالحماسة ولا بالتمني إنما بالتخطيط والتخطيط والتخطيط ومن موقعي هذا لا أستطيع إلا أن أتمنى النجاح لهذه الفكرة الطيبة.

1 commentaire:

  1. ‎"الأرض و ما عليها ملك للأجيال القادمة,نحن نتصرّف فيها بصيغة الايجار",انطلاقا من هذا الاقتباس للمثل الهندي انّ أيّ مشروع مستقبلي يجب أن يضع المصلحة المستقبليّة للأجيال القادمة فوق كلّ اعتبار. انّ المقترح لا يجب أن يؤخذ من ناحية قابلية الانجاز الاداري,لأنّه يكفي كما في السّابق أن يؤخذ القرار و يصادق عليه فتصبح منزل بورقيبة الولاية رقم 25. لكن كم هو عدد الولايات التونسية التي تعاني من الحيف و الاجحاف التنموي? لكي يكون لهذه المنطقة الجغرافية الثّريّة بمواردها المادية و الغير مادية مكانة مستحقّة يجب,حسب رأيي المتواضع,النّظر من زاوية العلاقة بين التّقسيم التّرابي و منوال التّنمية.لآ يختلف اثنان في أنّ التّقسيم المعتمد الى حدّ اليوم هو تقسيم ذو بعد أمني ضيّق الأفق و ليس بالبعد التّنموي الشّامل و الدّائم, فالمطلوب اذن اعادة النّظرفي التّقسيم التّرابي الحالي لكن على أسس أخرى هادفة الى النّماء البشري باعادة النّظر في مفهوم الجهة و متطلّبات التّنمية من ناحية, و صياغة منظومة مؤسّساتيّة جديدة يكون فيها دور كبير و فاعل للمواطن من ناحية أخرى. شكرا للأخ العربي العيّاري على فتح باب النّقاش,فالموضوع يستحقّ المتابعة لتعميم الفائدة.

    RépondreSupprimer