كانت الحديقة العمومية اليوم على موعد مع حصة تجميل قام بها أطفال من منزل بورقيبة أكبرهم سنا لا يتجاوز عمره الثانية عشر ربيعا وأصغرهم قد لا يفوت الثالثة أو الرابعة الحملة كانت ببادرة من جمعية الصحة والبيئة والبلدية الا أن عدد الأطفال كان أكبر من عدد الكهول
المناسبة كالعادة كانت بحضور محتشم وذلك يرجع ربما لتزامنها مع انطلاق الحملة الانتخابية وكأنني بحديقة شتوتقارت ليس فيها ما يجلب الأصوات وللمقارنة فحسب يوم السبت في افتتاح مقر حركة النهضة في حي النجاح واليوم في دعاية التكتل كان الحضور أكثر بكثير ممن حضروا في حملة نظافة الجردة كما نسميها في المنزل والتي أصبحت بحق جرداء لما ألم بعشبها من اهمال ولما رأيت فيها من حقن فارغة لم تستعمل حتما لمرضى السكري ولكن لمدمني مادة السوبيتاكس أو كما تسمى بالدارجة السوبا والتي والحق يقال أصبحت المادة الأكثر استهلاكا في منزل بورقيبة بعد الماء وهذا موضوع آخر
تجاذبت أطراف الحديث مع الفتاتين الأكثر نشاطا وغيرة على منزل بورقيبة وهما سارة ومريم فقالتا لي أنه من الحيد أن يكون الأطفال في الموعد لكي يتعودوا على هكذا مساهمات الا أن الأطفال الحاضرين ليسوا الا أبناء بعض الاطارات المتوسطة أو السامية أي أن أبناء عامة الشعب لم يكونوا حاضرين وهنا أظن أن المشكلة تعود أساسا الى وسائل التواصل والتي تعتمد حصريا على شبكة التواصل الاجتماعي وعلى العلاقات المباشرة ولا أجد خير دليل على ذلك من كل المارة الذين كانوا يتوقفون للسؤال عما يجري
المهم هو التكثيف من الحملات التحسيسية وليس المطلوب أن نفيق غدا على منزل بورقيبة بطرقات من الزجاج ولكن المهم أن نصل بعد خمس سنوات الى رؤية منزل بورقيبة لا تلقى فيها القمامة في الشارع مباشرة يومها نستطيع التفكير في تغيير الطرقات الاسفلتية الى طرقات زجاجية
وكعادتي أحاول أن أنهي على التفاؤل والخبر الذي يجعلني متفائلا هو أن مجموعة الخبراء الألمانيين واللذين جاؤوا في ديسمبر 2010 وقاموا بزيارة الحديقة قرروا بعد الدراسة تمكين منزل بورقيبة من بعض الأدوات والمعدات والبذور وكما قال لي السيد حليم النفاتي ان في الأمر امتحانا للبلدية الجديدة فاذا رأى الألمانيون جدية في التعامل مع الحديقة وعزما على الخروج بها من مجرد وكر لتعاطي المخدرات الى دورها الذي بعثت من أجله كمنطقة خضراء يلعب فيها الصغار أمام أعين الكبار فستتواصل مجالات التعامل الى ما هو أعمق وستكون الحديقة حافزا لجلب الاستثمارات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire